إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
محاضرات في شرح نواقض الإسلام وكتاب الجنائز من صحيح البخاري
41485 مشاهدة print word pdf
line-top
باب: يبدأ بميامن الميت

وقال رحمه الله:
باب يبدأ بميامن الميت.
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا خالد عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غسل ابنته: ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها .


ذكرنا أن هذا من السنة في غسل الرجل أو المرأة ، فقوله: ابدأن بميامنها يفهم منه أنه يغسل الشق الأيمن أو الأعضاء اليمنى قبل الوضوء، لأنه قال: ومواضع الوضوء منها والمشهور أنه يبدأ بمواضع الوضوء.
فيبدأ بغسل أثر الفرجين، يعني يلف على يده خرقة، ويدخلها تحت السترة التي على عورته، فينجيه يعني يغسل قبله ودبره، فينظف ذلك مع كون العورة مستورة، يعني يستر من السرة إلى الركبة بقماش بلفافة، ويدخل يده تحت ذلك، تحت هذه الستارة وعليها لفافة ثم ينجيه، ثم بعد ذلك يبدأ بالمضمضة، ولكن ليس كمضمضة الحي، إنما يدخل إصبعه مبلولة بالماء، ويمسح أسنانه ولثته، وكذلك يدخل إصبعيه في منخريه وهما مبلولتين وينظفهما، لا يدخلهما الماء مخافة أن يحرك النجاسة في بطنه، ثم بعد ذلك يغسل وجهه ثلاثا يعني: يصب عليه ثم يدلك وجهه الذي يغسل في الوضوء، ثم يغسل ذراعه اليمنى من المرفق إلى رءوس الأصابع، ثم اليسرى كذلك، ثم يمسح برأسه كالمسح في الوضوء، وبأذنيه، ثم ينتقل فيغسل قدميه اليمنى ثم اليسرى، ثم بعد ذلك يبدأ بالغسل، فيغسل شق رأسه الأيمن، ثم شقه الأيسر، هذا هو الأفضل، وكذلك بقية أعضائه كما ذكرنا.
إذا فرغ من ذلك مرة أعاده، يعني بدأ من رأسه إلى رجليه يعتبر هذا غسلة، فيغسله بماء وسدر، يخلط السدر بالماء حتى يكون منظفا لما عليه من الأوساخ أو ما أشبه ذلك، ويجعل في الغسلة الأخيرة كافورا، الكافور الأبيض إنه يسحق ثم يخلط بالماء، وذلك لأنه يصلب الأعضاء، حتى لا تسترخي مفاصله، يصلبها ويصلب جسده حتى لا يسترخي عند حمله وتكفينه، ثم بعد ذلك بعد ما ينتهى من غسله لا بأس أن ينشف، ينشف حتى لا تبتل الأكفان برطوبته، قبل أن يوضع على الأكفان ينشف بثوب، ثم بعد ذلك يوضع على الأكفان.
فإذا كفن الكفن الأول الذي يلي جسده وسترت عورته نزعت الستارة التي كانت قد جعلت على عورته، ثم رد عليه أيضا الكفن الثاني، ثم الثالث، ثم بعد ذلك يربطونها بالرباطات والخيوط المعتادة، رباطا فوق رأسه، ويجعل ما فضل فوق رأسه ويلف عليه، والثانية على رقبته، والثالثة على صدره، والرابعة على حقويه، والخامسة على فخذيه، والسادسة على ساقيه، والسابعة وراء قدميه، يعني هذه الخيوط يندب أن تكون سبعا، وإذا وضع في القبر فإنها تحل عقدها؛ لأن الأصل أنه ينتفخ، إذا وضع في القبر هناك أياما ينتفخ كثيرا؛ فتكون الأكفان قد انحلت عنه، هذا هو التكفين الكامل والغسل الكامل .

line-bottom